بدأ عام 2022 بالأمل، فقد بدا كما لو أن الوباء بدأ أخيرًا بالانحسار، وكان الجميع على استعداد للخروج من جائحة استمرت لمدة عامين. بدأت التطعيمات في الانتشار، وعاد الأطفال إلى المدرسة، وعاد السفر مرة أخرى. وعادت الحياة لتستأنف شكلها الطبيعي.
تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن
أدت زيادة الطلب بعد الجائحة التي اقترنت بالأزمة الروسية الأوكرانية وأزمة الطاقة إلى زيادة تكلفة المعيشة. وارتفعت تكلفة الوقود والغذاء والسلع الأساسية مع ارتفاع معدلات التضخم في العديد من الأماكن حول العالم إلى أعلى مستوياتها منذ عقود.
تفاقمت الأزمة الاقتصادية أيضًا بسبب الصدمات المناخية، إذ شهدت أوروبا أسوأ موجة جفاف منذ 500 عام، ما أدى إلى جفاف الأنهار وحرائق الغابات وندرة المحاصيل في جميع أنحاء القارة.
كذلك، دفعت موجة الجفاف التي شهدتها منطقة القرن الإفريقي، التي كانت الأطول والأقسى، المنطقة إلى حافة المجاعة، إذ يواجه الملايين في إثيوبيا وكينيا والصومال الجوع.
وعلى النقيض من ذلك، أدت الأمطار الموسمية الغزيرة في باكستان إلى فيضانات شديدة، وجرفت قرى بأكملها تاركة العديد من النازحين من دون منازل.
أوضح البنك الدولي في تقريره عن الفقر: “شكلت جائحة كورونا أكبر انتكاسة لجهود الحد من الفقر في العالم منذ عقود، وكان التعافي متفاوتًا. وبنهاية عام 2022، سيبلغ عدد من يعيشون في فقر مدقع 685 مليون شخص، ما يجعل عام 2022 ثاني أسوأ عام على مستوى جهود الحد من الفقر في العقدين الماضيين (بعد عام 2020)”.
توقعات 2023
توقع صندوق النقد الدولي في أكتوبر/ تشرين الأول العام الماضي أن يتباطأ النمو العالمي من 6.0% في عام 2021 إلى 3.2% في عام 2022، و2.7% في عام 2023. يعد هذا هو أضعف معدلات النمو منذ عام 2001 باستثناء الأزمة المالية العالمية والمرحلة الحادة لجائحة كوفيد-19.
كذلك توقع صندوق النقد الدولي ارتفاع معدل التضخم العالمي من 4.7% في عام 2021 إلى 8.8% في عام 2022، في حين سينخفض إلى 6.5% في عام 2023 وإلى 4.1% بحلول عام 2024.
قال فان تروتسنبرغ، مدير العمليات بالبنك الدولي، لشبكة CNBC، في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي: “نرى أن معدلات الفقر المدقع ستزيد مرة أخرى.. إن عدد الأشخاص الذين يعيشون على 7 دولارات في اليوم يمثل 47% من سكان العالم [الذين يعيشون] في فقر”.