يرتقب أن تعلن وزارة الصحة والحماية الاجتماعية عن انطلاق الحملة الوطنية للوقاية من الأنفلونزا الموسمية، عما قريب، إذ تخوض الوزارة، خلال بداية كل فصل خريف، حملة للتحسيس بأهمية اللقاح ضد هذا الفيروس الذي يستمر في الانتشار إلى غاية فصل الشتاء.
واعتاد المغرب، خلال بداية كل خريف، التقليل من مخاطر الإنفلونزا الموسمية عبر اللقاح المضاد، الذي يتم وضعه بجميع الصيدليات، لصالح الأشخاص الأكثر عرضة لخطر الإصابة بمضاعفات العدوى التي يسببها هذا الفيروس.
وهو ما يستدعي تجديد المناعة ضد الإنفلونزا، عبر عملية التلقيح، بالنظر إلى أن الفيروس يتغير كل عام، خصوصا أنه يؤدي إلى مرض قاتل يصيب أكثر الأشخاص الذين لديهم ضعف في المناعة، بحسب توضيح للطيب حمضي، طبيب وباحث في السياسات والنظم الصحية
وأبرز المتحدث ذاته، أن هذا الفيروس يمكن أن يكون عاملا من عوامل الموت لعدد من الأشخاص، فضلا عن المضاعفات التي يسببها، إذ تستقبل المستشفيات سنويا الملايين من المرضى الذين أصيبوا بمضاعفات هذا الفيروس، مشيرا إلى أنه يقتل ما بين 300 ألف 650 ألف إنسان سنويا، حسب العوامل التي يمكن أن تتغير بتغير سلالته.
ويرى حمضي أنه مثلما للفيروس أضرار صحية، تنتج عن تفشيه خسائر اقتصادية كبيرة، إذ يقول الخبراء إن 10 في المائة من التغيبات عن العمل، التي يتم تسجيلها عالميا، تكون بسبب الإصابة بالإنفلونزا.
وأكد الطبيب أن الفيروس يشكل خطورة كبيرة على صحة ذوي المناعة الضعيفة، لأنه ينتقل بسرعة بين الناس، حتى وإن لم تظهر على المريض أعراض الإصابة.
وتشكل الإنفلونزا خطورة على الأشخاص الذين يعانون من بعض الأمراض المزمنة مثل القصور الكلوي أو السكري أو مشاكل في جهاز المناعة، وكذا النساء الحوامل، وكبار السن، إذ يمكن لهذا الفيروس أن يؤدي بهم إلى دخول أقسام الإنعاش أو الوفاة.
لذلك يرى حمضي أن أي إنسان من مصلحته حماية نفسه من مضاعفات الإنفلونزا الموسمية، عبر التلقيح، باعتبار أن منافع اللقاح المضاد هي أكبر بكثير من ثمنه أو من المضاعفات البسيطة التي يمكن أن يسببها.