تؤثر العديد من الأمراض في الجلد، على الرغم من أنها ليست حالات أو أمراضاً جلدية فعلية. حيث يمكن أن تتسبب المشكلات الصحية، خصوصاً التي تؤثر في جهاز المناعة والدورة الدموية والغدة الدرقية ومستويات الهرمون، في حدوث مشكلات جلدية.
من الأمراض، التي قد تعتقد بأن ليس لها تأثير جلدي، مرض السكري. فعدم انتظام معدل السكر في الدم يؤثر في صحة وتروية كل عضو في الجسم، ومنها الجلد الذي يعتبر أكبر عضو فيه، حيث يعاني مرضى السكري من ضعف الدورة الدموية والشحوب وجفاف الجلد والحكة وتقشر البشرة وحساسيتها.
ومن المشاكل الجلدية الأخرى المرتبطة بمرض السكري هي التصبغات الداكنة (السوداء) التي تظهر على الرقبة والإبطين والفخذين وتسمى الشواك الأسود. كما يكون المصابون بداء السكري أكثر عرضة للإصابة بالعدوى التي تسببها البكتيريا أو الفطريات، ويمكن لهذه الالتهابات أن تجعل البشرة تبدو حمراء وساخنة ومتورمة. ويمكن أن تسبب الالتهابات الفطرية طفحاً جلدياً، خصوصاً في الأماكن الرطبة، كالفخذ والإبط وبين أصابع القدمين.
وطبعاً، أهم خطوة لتفادي هذه المشاكل والأعراض الجلدية هي عبر التحكم الجيد بمرض السكري، ثم يأتي من بعدها الاعتناء الجيد بالبشرة. فالالتزام بوضع نوع مناسب من كريمات الترطيب أمر أساسي لعلاج الجفاف وتفادي تقشر الجلد. أما علاج التصبغات، فيتم عبر جلسات التقشير المناسبة واتباع روتين رعاية بالبشرة مناسب.
أمراض تؤثر في البشرة
بينّت رائدة الحلبي، اختصاصية التغذية والبشرة في «عيادة JK» (سكن كير)، أن هناك العديد من الأمراض التي قد تؤثر في البشرة.
وشرحت قائلة: عندما يصاب الإنسان بمرض معين، فالجلد يحاول إخبارنا بطريقة ما بأن هناك خللاً معيناً، ويكون كالمرآة التي تعكس ما يدور داخل الجسم. ومن هذه الأمراض:
1 – الأمراض النفسية: قد تسبّب للبشرة الاكزيما أو الثعلبة أو غيرهما.
2 – الأمراض المناعية: قد تسبب للبشرة البُهاق. فالأمراض المناعية تُدمر الخلايا التي تُعطي اللون للبشرة، فتظهر البقع البيضاء في أماكن من الجسم.
3 – فقر الدم: ينعكس على الجلد بشكل كبير، حيث يظهر جلد المصاب شاحباً، وقد يتسبب ببقع داكنة وهالات حول العينين.
4 – أمراض الغدة الدرقية: قد تتسبب بظهور علامات حمراء على الجلد والجفاف.
5 – السكري: قد تظهر بقع غامقة حول الرقبة وفي الخدين والإبطين والفخذين، وتزداد الشكوى من الجفاف والتقشر.
6 – السيلياك: يمكن القول إن من جميع ما ذكر سابقاً يعد من مضاعفات عدم السيطرة على هذا المرض. لذلك، فقد يسبب مشاكل جلدية متعددة وكثيرة.
هل يؤثر الأكل في البشرة؟
يمكننا القول إن سر البشرة النضرة يكمن في الغذاء الصحي، فتناول الأطعمة الصحية الغنية بالفيتامينات والمعادن الأساسية يُساهم في زيادة نضارة البشرة.
ومن دلالات التأثير الظاهر للغذاء المباشر على البشرة، هو ارتباط الإكثار من تناول السكريات الضارة بشحوب الوجه وظهور حب الشباب والبثور وتسريع ظهور علامات الشيخوخة.
كما دلت دراسات عدة إلى ارتباط تناول بعض الأشخاص لمنتجات الجلوتين مع تأثير سلبي على البشرة، وخصوصاً من لديهم حساسية أو اضطراب مناعي – غذائي. فوجود حساسية لنوع معين من الأطعمة يصعب من هضمها أو يسبب بدء ردة فعل مناعية، قد يكون السبب في بدء سلسلة من التغيرات الكيميائية والهرمونية، التي بدورها ستؤدي إلى بدء أعراض ومشاكل جلدية.
مشاكل بشرة مرضى السيلياك
مرض السيلياك هو مرض مناعي، يجعل الجسم يهاجم بطانة الأمعاء ويتسبّب في تلف النتوءات المبطنة للأمعاء عند تناول المصاب لأي منتج غذائي يحتوي على الجلوتين.
لذلك، على مصاب بالسيلياك الالتزام باتباع نظام غذائي خالٍ من الجلوتين. ففي حالة عدم الالتزام بهذه الحمية الغذائية، سيحفز بدء نوبة ردة الفعل المناعية، التي ستؤدي الى تدمير بطانة الأمعاء المسؤولة عن امتصاص المواد الغذائية من الطعام، مما يعرّض المريض لمشاكل صحية متعددة نتيجة إلى النقص في العناصر الغذائية في الجسم (فيتامينات ومعادن)، ويصاب بالعديد من الأمراض والأضرار التي تطال كافة أعضائه، ومنها الجلد. ومن أكثر هذه المشاكل شيوعاً هو المعاناة من فقر الدم أو نقص الحديد، الذي بدوره سيسبب مشاكل عديدة للبشرة، مثل: شحوب الوجه، جفاف البشرة، ظهور تصبغات وبقع داكنة في البشرة، هالات سوداء حول العين وعلامات شيخوخة مبكرة.
ومن جانبها، أكدت الحلبي أهمية اعتناء المصابين بالبشرة من الداخل أولاً، عبر اتباع حمية غذائية خالية من الجلوتين، ثم يأتي الاعتناء بالبشرة من الخارج بعد ذلك عبر زيارة اختصاصيي بشرة مؤهلين، فهم الأكثر خبرة في كيفية علاج وتخفيف الآثار أو مشاكل البشرة عبر الجلسات، كما يمكنهم وصف الكريمات المناسبة للتأقلم وتخفيف أي مشاكل يعانون منها.
ولا يغفل هنا أيضاً الإشارة إلى أهمية مراجعة الطبيب بشكل دوري، وتناول حمية غذائية غنية بالعناصر الغذائية، وتضاف إليها عدة مكملات غذائية تعوّض النقص الناتج عن السيلياك. وبينت الاختصاصية رائدة أن كونها مصابة بهذا المرض جعلها تركّز على دراسة طرق التأقلم معه، وتوفير وصفات طعام خاصة ومغذية للمصابين به. وقد وفرت عدداً من الوصفات والنصائح التغذوية لمرضى السيلياك عبر حساباتها في السوشيال ميديا.
نصائح للحفاظ على البشرة
للحفاظ على صحة البشرة ونضارتها وتأخير علامات التقدم في العمر، نصحت الاختصاصية رائدة الحلبي باتباع روتين عناية بالبشرة يومياً وأسبوعياً.
روتين العناية اليومي
1 – الغسول المناسب لنوع البشرة.
2 – مرطب طبي مناسب لنوع البشرة.
3 – وضع كريم حماية من الشمس قبل الخروج أو التعرّض للشمس.
4 – إضافة تونيك بعد الغسول لأهميته للحفاظ على مسام البشرة نظيفة، والتحكم بزيوت الوجه.
5 – وضع سيروم بعد التونيك ليعالج مشاكل البشرة.
فيكون ترتيب الروتين اليومي: غسول – تونيك – سيروم – مرطب – واقٍ للشمس.
روتين العناية الأسبوعي
1 – استخدام مقشّر للبشرة بعد الغسول لإزالة خلايا الجلد الميتة.
2 – وضع ماسك مغذٍّ للبشرة ليزودها بعناصر متعددة كمضادات الأكسدة وأنواع من الفيتامينات والمعادن.
أبرز مؤشرات نقص الحديد على الجلد
– شحوب الوجه.
– جفاف البشرة.
– تصبغات وبقع داكنة في البشرة.
– هالات سوداء حول العينين وعلامات شيخوخة مبكرة.