كشفت السعودية عن إجراءات جديدة متعلقة بمناسك أداء الحج لهذه السنة، أبرزها تخصيص بوابة إلكترونية وحيدة تسمح للمسلمين الذين يعيشون في الدول الغربية بتسجيل أنفسهم مباشرة من أجل الحصول على تأشيرة الدخول إلى المملكة. ويهدف هذا الإجراء الجديد، حسب سلطات البلاد، إلى منع وقوع عمليات تحايل وسرقة من قبل ما سمتها بـ”وكالات سفر وهمية”.
وكان يشترط في السابق على أي مسلم يرغب في أداء فريضة الحج أن يمر عبر وكالة سياحية أو دينية ويسجل نفسه فيها على أن تتكلف هذه الوكالة بالقيام بجميع الإجراءات الإدارية، كإصدار تأشيرة الدخول وشراء تذاكر السفر وحجز الفنادق في مكة والمدينة فضلا عن تدابير أخرى مرتبطة بالحج.
لكن عمليات التحايل التي تعرض إليها العديد من الحجاج في السنوات الماضية من قبل وكالات الأسفار جعلت الرياض تفكر في صيغة أخرى لأداء الحج. وهو السبب الأول الذي جعلها تدشن هذه البوابة الإلكترونية للحيلولة دون تكرار المشاكل التي عانى منها الحجاج في السابق.
ويأتي هذا التغيير في التعامل بعد مرور سنتين من الإغلاق الصحي الذي حال دون أداء ملايين المسلمين عبر العالم الركن الخامس من الدين الإسلامي خوفا من الإصابات بوباء كوفيد-19.
كما كشفت أيضا السعودية عن عدد الحجاج الذي ستستقبلهم على أراضيها هذا العام. ووقع الخيار على مليون شخص فقط (ثماني مئة ألف من خارج المملكة والباقي من الداخل). هو رقم أقل بكثير مقارنة بالسنوات الماضية بحيث كانت السعودية تستقبل أكثر من مليوني مسلم.
فيما أشار موقع الإنترنت التابع لوزارة الحج والعمرة السعودي أن الأولوية هذه السنة “ستمنح لمن لم يسبق له الحج ولا يتجاوز عمره خمسة وستين (65) عاما”. فيما أعلنت السعودية التعامل مع هذه الطريقة منذ أسبوع فقط، مشيرة إلى أنها “ستضمن الشفافية في تكاليف الحج وجودة الخدمة”.
وانتهت فترة تسجيل أسماء الناس الذين يريدون أداء مناسك الحج عبر البوابة الإلكترونية الإثنين الماضي. فيما تتهيأ الآن السلطات السعودية لإجراء القرعة لاختيار عدد الحجاج الذين سيأتون إليها من كل دولة، وستعلن عن أسماء الفائزين في هذه القرعة في الأيام القليلة المقبلة.
ويتوقع أن يبدأ موسم الحج في بداية شهر يوليو المقبل، لكن بعض الحجاج وصلوا بشكل مسبق إلى المملكة.
هذا، وصرح مسؤول سعودي أن الخطة الجديدة (بمعنى البوابة الإلكترونية) تخص فقط المسلمين الذين يعيشون في الولايات المتحدة وأوروبا وبريطانيا، ولا تشمل دولا أخرى، كالدول العربية والأسيوية مثلا.
ولم تجر السعودية أي تغيير على مسلمي العالم العربي الذين سيواصلون التعامل مع وكالات السفر المعتمدة من قبل حكوماتهم وهي التي ستتكلف بالقيام بجميع إجراءات الحج.
من جهة أخرى، قررت الرياض إلغاء ارتداء الكمامات في الأماكن المغلقة باستثناء المواقع المقدسة كمدينتي مكة والمدينة. وأعلنت وكالة الأنباء السعودية عن مصدر في وزارة الداخلية قوله إنه “تقرر رفع الإجراءات الاحترازية والوقائية المتعلقة بمكافحة جائحة كورونا، باستثناء المسجد الحرام في مكة والمسجد النبوي الشريف في المدينة”.
ومن بين الشروط الأخرى التي وضعتها الحكومة السعودية، ضرورة استكمال التحصين بالجرعات الأساسية من لقاحات كوفيد-19 المعتمدة من وزارة الصحة لهذا البلد، فضلا عن تقديم دليل لفحص سلبي لفيروس كورونا لا تتعدى صلاحيته اثنين وسبعين ساعة (72 ساعة).