أكد رئيس مجلس المستشارين السيد النعم ميارة، حرص المجلس على إدماج قضايا وانشغالات مغاربة العالم ضمن أشغاله وأنشطته، والترافع عند ممارسة مختلف وظائفه وأدواره الدستورية، لإيجاد الحلول المناسبة لكافة المشاكل التي تواجههم.
وأكد السيد ميارة في كلمة له في افتتاح ندوة “مغاربة العالم: تعبئة جماعية وراء جلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده لتسهيل عملية العبور” ، السعي إلى ابتكار الصيغ المناسبة لإشراك أفراد الجالية المغرية المقيمين بالخارج بشكل فعال ومناسب في المساهمة في تنمية وطنهم الأم، “وصولا إلى المستوى المنشود في ظل القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس”.
وأشار السيد ميارة في الكلمة التي ألقاها نيابة عنه الخليفة الأول للمجلس السيد محمد حنين، إن مبادرة مجلس المستشارين بتنظيم هذه الندوة الوطنية التي عرفت مشاركة ممثلين عن مختلف القطاعات الوزارية والهيئات والمؤسسات المعنية بعملية العبور “مرحبا”، يندرج ضمن اهتماماته بتأطير النقاش العمومي حول قضايا ذات أهمية وطنية وتستأثر باهتمام الرأي العام استنادا الى وظائفه الدستورية و تركيبته المتميزة بالخبرة و التخصص، وكذا استحضارا للمساهمات القيمة لمغاربة العالم على مستويات اقتصادية واجتماعية مختلفة.
وبعد أن نوه بالمجهودات التي تبذلها مختلف السلطات العمومية، وكافة المتدخلين في سبيل إنجاج عملية “مرحبا” بعد سنتين متتاليتين من التوقف الاضطراري بسبب إكراهات جائحة كورونا ،اعرب رئيس مجلس المسنتشارين عن أمله في توفير كل الظروف الملائمة لضمان مرور هذه العملية بسلاسة و انسيابية “بما يكفل استقبال مغاربة العالم بما يليق بهم من حفاوة و تقدير و عناية واهتمام و يمكنهم من إحياء صلة الرحم مع وطنهم وقضاء عطلتهم بين أحضان ذويهم وأقاربهم في أحسن الظروف”.
وأكد أن التراكمات الإيجابية لهذه العملية ، لاسيما على المستوى التنظيمي، سيكون لها أثر في تسهيل عملية هذه السنة و نجاحها خاصة إذا تم تعزيزها بتدابير جديدة اعتبارا لتطور تكنولوجيات التواصل الحديثة و لتطور البنيات الأساسية و بنيات الاستقبال وبالتالي “التغلب على الاكراهات التقليدية لعميلة العبور و التأسيس لعملية مرحبا من جيل جديد”.
وسجل السيد ميارة في هذا السياق، أن الاهتمام بمغاربة العالم و قضاياهم المختلفة ،يستند الى وعي جماعي، بضرورة إيجاد الحلول المناسبة، لتمكين هذه الفئة من كافة حقوقها الدستورية المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وجعل قضاياها وتطلعاتها سواء بدول الإقامة أو بوطنهم الأم، ضمن أولويات التدخلات العمومية بمختلف مستوياتها، باعتبار مغاربة العالم جزء لا يتجزء من أبناء الشعب المغربي.
وفي هذا الاطار، قدم السيد ميارة مقترحات تروم المساهمة في النقاش حول سبل الاهتمام بقضايا مغاربة العالم و حماية هويتهم المغربية الأصيلة باشراك كافة المعنيين، وذلك في أفق بلورة تصور مندمج للفعل العمومي.
وتشمل هذه المقترحات، ملاءمة القوانين ذات الصلة بالمغاربة في الخارج وخصوصا المتعلقة بالحالة المدنية ومدونة الأسرة لتتماشى مع مختلف التطورات والتحديات الجديدة التي يعيشها مغاربة العالم في دول الإقامة، والعمل على رقمنة مختلف الخدمات الإدارية سواء المقدمة من طرف البعثات الديبلوماسية أو القنصلية، أو المقدمة من طرف المرافق العمومية بالمملكة، وتوفير الاستشارة القانونية الضروريةلهم، ومواكبتهم في معالجة مشاكلهم القضائية؛ وكذا تكثيف البرامج الاجتماعية والثقافية والدينية التي تهدف إلى تقوية روابط الأجيال الجديدة مع وطنهم الأم.
ومن ضمن المقترحات أيضا، تطوير وسائل التواصل عن طريق توظيف التكنولوجيات الحديثة، ووسائط التواصل الاجتماعي، لتيسير مواكبة مغاربة العالم لمختلف الأوراش التنموية، وتمكينهم من عناصر الإلمام بقضاياهم الوطنية، وفي مقدمتها قضية الوحدة الترابية، وإيجاد الآليات المناسبة لإدماجهم في المجهود الاستثماري الوطني والاستفادة من خبرتهم وكفاءتهم.
