بين المزاح والدعاية والحرب، خرجت منافسات عدد من الشركات العالمية من داخل مقراتها إلى العلن، وأشعلت الأسواق ومتابعات المستهلكين بمحتواها الإعلاني التهكمي.
ويقول خبراء اقتصاديون إن أسلوب الدعاية الإعلانية التهكمي الذي تنتهجه الشركات العالمية من شأنه إضفاء إثارة أكثر على الدعاية وجذب المنافسين.
وعندما تلجأ الشركات للحرب الإعلانية، فإنها تبذل قصارى جهدها للسخرية من العلامات التجارية المنافسة، والتقليل من قيمة منتجاتها، أو إطلاق حملات إعلانية أكبر من التي أطلقتها الشركات المنافسة.
بي إم وأودي
تشتهر الشركتان الألمانيتان “بي إم دبليو” و”أودي” بالحروب الإعلانية ضد بعضهما البعض على مدار سنوات، ومن أشهر الحروب الإعلانية بينهما إطلاق “أودي” لوحة إعلانية عليها إعلان لإحدى سياراتها، وكتبت عليها: “دورك يا بي إم دبليو”، فردت عليها “بي إم دبليو” بلوحة إعلانية أكبر حجمًا بجوارها عليها إعلان لسيارة لها، وكتبت عليها: “كش ملك”، وكأن الأخيرة فازت على الأولى في لعبة “شطرنج”، لكن “أودي” ردت مباشرة بإعلان جديد في مكان قريب من إعلان “بي إم دبليو”:”جنديكم لا يُقارن بملكنا”، فردت “بي إم دبليو” بوضع منطاد هوائي عليه سيارة “فورمولا 1” ومكتوب فوقها “انتهت اللعبة”.
مرسيدس وبي إم
في عام 2005، عندما كانت شركة بي إم دبليو مشهورة بصناعة سيارات ذات نظام الدفع الخلفي بمحركات طبيعية، قامت الشركة بالتهكم على منافسيها، سيارات أودي وسيارات مرسيدس بنز، حيث أصدرت بي إم دبليو إعلانا يسخر من السيارات ذات نظام الدفع الأمامي.
ولدى مرسيدس وبي إم دبليو تاريخ طويل من التنافس التهكمي بين الشركتين، منذ مئة عام، ويُذكر كمثال على هذا قيام شركة دايملر المالكة لمرسيدس بعرض تذاكر دخول مجانية لمتحف مرسيدس بنز في مدينة شتوتجارت الألمانية لموظفي شركة بي إم دبليو، كما عرضوا لهم توقيف سياراتهم مجانا، كما يشمل العرض المتحفي موديلات تسخر من شكل مبردات سيارات بي إم دبليو التي تمثل الكلية البشرية.
وفي 2016، نشرت شركة السيارات الألمانية مرسيدس فيديو ساخر تهنئ فيه شركة بي إم دبليو بمناسبة مرور مئة عام على تأسيسها.
حيث كتبت مرسيدس على الفيديو الذي نشرته عبر حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي “شكرا على 100 عام من المنافسة” وأضافت مرسيدس بعد التهنئة “الـ 30 عاماً الماضية كانت مملة قليلاً” في إشارة إلى الفارق الكبير بين الشركتين من وجهة نظر مرسيدس.
وجاء رد بي إم دبليو سريعاً وملفتاً عندما عرضوا صورة لحافلة من صنع مرسيدس محملة بسيارات بي إم وتحتها عبارة : ” شكراً مرسيدس على نقل السعادة للناس “.
بيبسي وكوكاكولا
بين شركتي بيبسي وكوكاكولا تاريخ طويل أيضاً من الحروب الإعلانية، بدأتها شركة “كوكاكولا” بلوحة إعلانية عليها علبة “كوكاكولا” يظهر من أسفلها علبة “بيبسي”، وكأن علبة بيبسي ترتدي رداء “دراكولا”، وكتبت أعلى العلبة “كل شخص يريد أن يكون بطلاً!”، في سخرية من شركة “بيبسي”، فردت عليها الأخيرة بسرعة بلوحة إعلانية عليها نفس التصميم لكن مع استبدال الجملة المكتوبة، بجملة “نتمنى لكم عيد هالوين مرعب”.
سامسونغ” و”أبل”
الحروب الإعلانية بين الشركة الكورية الجنوبية “سامسونغ” والشركة الأمريكية “أبل” تكون حادة أحيانًا، ومن بينها تلك الحرب التي بدأتها شركة “سامسونج” بإعلان تقول فيه إن هاتفها الجديد يتفوق على “آيفون 5″، لترد عليها “أبل” بإعلان استخدمت فيه نفس تصميم إعلان “سامسونج” لصالحها، وكتبت “لا تقبل بالبلاستيك الرخيص.
ومؤخراً سخرت سامسونغ من أحدث هواتفها الذكية “آيفون 13″، وتحديداً من أبرز سمتين في “آيفون 13″، وهما استمرار احتفاظها بنتوء الكاميرا العلوية، ومعدل تحديث يصل إلى 120 هرتز.
وغرد الحساب الرسمي لـ”سامسونغ موبايل” في الولايات المتحدة الأمريكية: “تخيلوا ما زالت تحتفظ بنتوء الكاميرا العلوية في عام 2021”.
وفي تغريدة أخرى لها، أشارت “عملاقة التكنولوجيا الكورية الجنوبية” إلى أنها طرحت منذ فترة معدل تحديث 120 هرتز، وتعمل الآن على تطويره.
وكذلك سخرت “سامسونغ” من هاتف “آيفون 12″، وافتقاده لشاحن في علبة الهاتف على عكس هواتفها الذكية.