تدارس خبراء وباحثون وفاعلون في ملتقى وطني للثقافة والفكر، نظم بمبادرة من المكتب الجهوي فاس مكناس للمنظمة الديمقراطية للشغل وائتلاف ذاكرة المغرب، عددا من القضايا التي تهم تدبير التراث الثقافي بالمغرب.
واستعرض المشاركون في الملتقى المنظم بشراكة مع ائتلاف ذاكرة المغرب واللجنة الوطنية لذاكرة العالم-اليونسكو بدعم من وزارة الشباب والثقافة والتواصل، تحت شعار “تدبير التراث الثقافي”، في ثلاث جلسات علمية، الجهود والمبادرات الرامية للحفاظ على التراث المادي واللامادي وحمايته وضمان اسمتراريته للأجيال اللاحقة، مع عرض تجارب حول طريقة تدبير التراث وتنشيط الفضاءات الثقافية وغيرها.
كما شكل الملتقى، المنظم على مدى يومين، فرصة للوقوف على الأوراش الملكية السامية المتعلقة بتأهيل المدن عتيقة والحفاظ على تراثها الحضاري، وإبراز عدد من المقاربات المندمجة التي تروم الحفاظ وتدبير التراث الثقافي، واستعراض تجارب مدنية في ذات السياق.
وقال يوسف خيارة، ممثل وزير الثقافة ومدير مديرية التراث الثقافي بالوزارة، في افتتاح الملتقى، إن جهة فاس مكناس تتوفر على مقومات تراث ثقافي مهم بفضل مواقعها التراثية الثلاث المصنفة كتراث حضاري عالمي من طرف منظمة اليونيسكو (فاس، مكناس، وليلي) بالإضافة إلى تصنيف صفرو كتراث عالمي لامادي بالإضافة إلى مقومات طبيعية أخرى.
وأضاف السيد خيارة أن هناك انخراطا مهما للدولة والإدارات المكلفة بحماية والحفاظ على التراث الثقافي، مبرزا في السياق ذاته الدور المهم للمجتمع المدني في هذه العملية.
من جهته، اوضح رئيس اللجنة الوطنية لذاكرة العالم-اليونسكو، فؤاد مهداوي، إن اللقاء يعد فرصة لتقاسم المعرفة وتقييم تجارب الفاعلين من مؤسسات ومجتمع مدني بهدف إبراز تجليات السياسات التدبيرية للتراث الثقافي بعد مرور أزيد عن قرن من الزمن عن إصدار أول تشريع وطني.
وتابع أن المغرب “ساير تطور النظرة الكلاسيكية للتراث الثقافي وتدبيره على المستوى الدولي، من إرث يجب الإحتفاظ به وعليه، إلى تدبير تشاركي مندمج يساهم في التنمية الاقتصادية وتحسين ظروف عيش الساكنة”، باعتباره عنصرا مهما في الإقلاع الإقتصادي والاجتماعي.
بدورها، أكدت نادية برشيد رئيسة مصلحة الشؤون الثقافية بالمديرية الجهوية للثقافة فاس مكناس، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء ولقناتها الإخبارية M24، على أهمية الملتقى الذي جمع خبراء وباحثين في مجال التراث للخروج بتوصيات واقتراحات هامة، مشيرة إلى أن تنظيم الملتقى يأتي في إطار الاحتفال بشهر التراث.
أما منسق ائتلاف ذاكرة المغرب عبد العالم دينية، فذكر في تصريح مماثل أن الملتقى يكتسي أهمية كبيرة بالنسبة للمجتمع مدني، على اعتبار أنه يبرز المشاركة المهمة للفاعلين في المجال في الحفاظ على التراث بالمغرب، معتبرا أن قضايا حماية التراث والتوعية بها هي قضايا محورية وترتبط بهوية المواطن المغربي.
من جهته، أكد مصطفى مجاهد ممثل المنظمة الديمقراطية للشغل المكتب الجهوي بجهة فاس مكناس، في كلمة بالمناسبة، أن اللقاء مناسبة لتسليط الضوء على جانب هام من مكونات الثقافة الوطنية وعمقها الحضاري، وذلك كمحاولة لطرح بعض المقاربات الكفيلة بالإسهام في بلورة الوعي الجماعي بأهمية التراث الثقافي لدى مختلف المؤسسات الحكومية وغير الحكومية ومنظمات المجتمع المدني.