تناولت الصحف العربية الصادرة اليوم الجمعة عددا من القضايا الإقليمية والدولية، تصدرتها التحديات التي تحيط بالدول العربية في ظل الأزمة العالمية الراهنة، والانتخابات النيابية اللبنانية، فضلا عن الإجراءات التي اتخذها مجلس الشيوخ الأمريكي لإدانة إجراءات الجيش السوداني عقب أحداث 25 أكتوبر الماضي.
ففي مصر، كتبت صحيفة (الأهرام) أن ما يجرى الآن في أوروبا والأزمة الروسية الأوكرانية لن يترك آثاره على دول القارة العجوز فقط، ولكنه زلزال اجتاح العالم كله شرقه وغربه، وما زالت آثاره تمتد ولا أحد يعرف إلى أين، مشيرة إلى أن هذه الكارثة التي اجتاحت العالم تأتي والعالم العربي ليس في أفضل حالاته انقساما وحروبا واحتلالا وفقرا، كما تأتي هذه الكارثة والدماء تتدفق في صراعات وانقسامات بين أبناء الشعب الواحد في ليبيا وسوريا والعراق واليمن والسودان، بينما تجتاح حشود الفقر نصف سكان الأمة.
وقالت الصحيفة إن العالم العربي يقف في لحظة صراع دامية قد تصل إلى كارثة تهدد العالم كله، وهو لا يستطيع أن يفعل شيئا حربا أو سلاما، بينما تجتاح العواصف مستقبل الشعوب وأمنها، وقد يرى البعض أن ابتعاد العالم العربي عن مجرى الأحداث قد يكون فيه شيء من الحكمة، ولكن الخوف سوف يكون في توزيع الغنائم بعد أن يسكت الرصاص وتهدأ المعارك.
وتابعت أن من ضمن ما يهدد استقرار العالم العربي هو وجود قوات أجنبية في أكثر من دولة عربية، وإذا اشتعلت المواجهة بين روسيا وأمريكا وحلف شمال الأطلسي فقد تكون بعض الدول العربية ساحة للصراع، خاصة أن هناك قواعد عسكرية في عدد من الدول العربية، منوهة إلى أن حالة الانقسام في مواقف الدول العربية تجاه ما يجرى ليست في مصلحتها ، كما ان بعض هذه الدول لها علاقات خاصة مع أمريكا.
من جهتها، ألقت صحيفة (المصري اليوم) الضوء على الانتخابات النيابية في لبنان، وقالت إن البلاد على بعد أيام من الانتخابات النيابية في الداخل، وإن أعداد المقترعين بالخارج كانت كبيرة نسبيا مقارنة بعدد الناخبين المسجلين.
وأضافت الصحيفة أنه بعد الانتخابات تنتهي ولاية مجلس النواب الحالي، وتصبح الحكومة في حالة تصريف الأعمال الذي يفرض الإسراع في إنجاز عدد من الأمور العالقة.
وذكرت الصحيفة بأن لبنان يشهد منذ خريف 2019 انهيارًا اقتصاديًا نجم عن عقود من سوء الإدارة، وتغليب الطبقة السياسية والمحاصصة على حساب الإصلاح، منوهة إلى أن البرلمان المقبل سيواجه عدة تحديات، أبرزها أزمــة الديون وارتفاع الأسعار وانهيار قيمة الليرة، فقد بلغ الدين العام في لبنان 360 بالمائة من الناتج المحلّي الإجمالي حتى نهاية السنة المالية 2021.
وفي الشأن السوداني، كتبت صحيفة (الشرق الأوسط) “طبعة القاهرة” أن مجلس الشيوخ الأمريكي أقر بالإجماع، مشروع قرار يدين الإجراءات التي اتخذها الجيش السوداني في 25 أكتوبر الماضي، ودعا إلى فرض عقوبات فردية بحق المسؤولين عنها.
وضافت الصحيفة أن المشروع أعرب عن دعم الكونغرس للشعب السوداني في تطلعاته الديمقراطية، ودعا المجلس العسكري في السودان إلى إطلاق سراح جميع المسؤولين الحكوميين المدنيين وأعضاء المجتمع المدني وأشخاص آخرين اعتقلوا، خلال الفترة التي تلت تلك الإجراءات العسكرية.
وأشارت إلى أن المشروع دعا كذلك القوى الأمنية السودانية إلى احترام حق التظاهر السلمي وتحميل أي عناصر تابعة لهم مسؤولية استعمال القوة المفرطة وأي انتهاكات بحق المتظاهرين، عبر مسار شفاف وعادل، وحث على التوقف عن كل المحاولات لتغيير التركيبة المدنية للحكومة والمجلس السيادي ومؤسسات حكومية أخرى.
وفي السعودية، أكدت صحيفة “البلاد” في افتتاحيتها بعنوان (التحالف الدولي) أن مكافحة الإرهاب تمثل أولوية عالية في جهود المملكة على كافة الأصعدة، وقدمت بالداخل نجاحا منقطع النظير في استئصاله بضربات أمنية استباقية قوية لعناصره، والتصدي التشريعي والسيبراني لجرائم الترويج والتمويل وغسل الأموال بخطوات ومنجزات أمنية إستراتيجية، لتنعم، بالأمن الوارف، وحرصها الدائم على التعاون الدولي في مكافحة الإرهاب بكافة صوره وتنظيماته ومواجهة جذور التطرف، وتعزيز نشر قيم الإسلام السمح من الوسطية والاعتدال والتعايش.
وقالت إن المملكة بذلت في ذلك الكثير من المواقف والمبادرات داخليا وعالميا، ومنها إنشاء ودعم المراكز المتخصصة والتنسيق مع الدول في هذا الاتجاه.
وأضافت أن هذه المواقف الثابتة أكد عليها مجددا وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان، خلال الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي ضد تنظيم داعش، وتقدير المملكة للدور الكبير الذي يقوم به هذا التحالف في القضاء على امتداد التنظيم الإرهابي وانتشاره في العراق وسوريا، مع ضرورة عدم إغفال التهديد الكامن وأخطار شروره القائمة، ما يستدعي من الجميع مواصلة الجهود والتنسيق لمحاصرة انتشاره ومنع تمويله، واستمرار مكافحة أيديولوجيته الضالة المنحرفة عن تعاليم الدين الحنيف والقيم الإنسانية، حتى القضاء عليه وتخليص العالم من شروره.
وفي موضوع آخر، قالت صحيفة “الرياض” في افتتاحيتها بعنوان (استدامة الرؤية) إن رؤية المملكة 2030 واجهت في بداياتها حملات تشكيك ممنهجة، وأطلق المتطفلون سياط نيرانهم لتقويضها حتى قبل أن تبدأ، موضحة أنه في الداخل كان هناك من يخشى التغيير، وفي الخارج هناك من تسوؤه نجاحات المملكة.
وأضافت الصحيفة أن ما حققته الرؤية من مكتسبات على أرض الواقع يثبت أنها رؤية المستقبل بما أنجزته من نجاحات في وقت قياسي، ومن ذلك ما يشهده الاقتصادي السعودي من نمو مضطرد في مختلف القطاعات، رغم الأزمات التي عصفت بالعالم.
وأوضحت أن ما يدل على أن الطريق ممهد لمواصلة النجاحات في ظل التدابير التي اتخذتها الحكومة لمواجهة التأثيرات المحتملة على الاقتصاد، إلى جانب تعظيم الإيرادات الحكومية وتنويعها، وتحقيق التوازن المالي، ورفع كفاءة وتعزيز الإنفاق الحكومي، ومراجعة المشروعات الحكومية والتأكد من تحقيقها للأثر الإيجابي وانعكاسها على رفاهية المواطنين، إضافة إلى طرح العديد من المبادرات وفي مقدمتها حزم التحفيز للقطاع الخاص.
وخلصت إلى أن المنجزات التي تحققت خلال سنوات الرؤية أظهرت فارقاً تنموياً ملحوظاً، يتمحور حول الاستدامة والازدهار والابتكار وقيادة الأعمال، وهو ما يعني مزيداً من التطور والنمو المتسارعين والتنوع الاقتصادي.