احتضن قصر الباهية بمراكش، مساء أمس الاثنين، أمسية في فن السماع والمديح النبوي، وذلك في إطار تظاهرة شهر التراث المنظمة من قبل المديرية الجهوية للثقافة بجهة مراكش – آسفي.
ويأتي تنظيم هذه الأمسية الروحية، المتزامنة مع العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، والتي أحيتها الجمعية اليوسفية للتراث والسماع وتلاوة دلائل الخيرات، ضمن الجهود المبذولة للحفاظ على هذا التراث الأصيل باعتباره رافدا من روافد الثقافة و الفن المغربيين.
وقالت محافظة قصر الباهية، السيدة حنان البشير، في تصريح لقناة (إم 24 ) الإخبارية التابعة لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن “تنظيم هذه الأمسية في هذا الفضاء التاريخي يتماشى مع هذا اللون التراثي، مما يدل على انفتاح القصر على محيطه، خاصة بعد جائحة كورونا وما عرفته الساحة الثقافية من ركود”.
وأضافت أن “المديرية الجهوية للثقافة تعمل على الحفاظ على هذا اللون التراثي الذي تعرف به مدينة مراكش وباقي المدن المغربية”، مشيرة إلى أن “هذا النشاط بادرة لتشجيع هذا اللون والتعريف به و الحفاظ عليه”.
من جهته، قال عبد الله حبادا، المسؤول بالجمعية اليوسفية للتراث والسماع وتلاوة دلائل الخيرات، إن الجمعية تهتم بإحياء التراث اللامادي بمراكش، موضحا أنها تسعى من خلال الأنشطة التي تقوم بها طيلة السنة إلى استقطاب الشباب و الأطفال لمواصلة المسيرة و الحفاظ على هذا الموروث .
وأبرز أن “تنظيم ليالي المديح في هذه الأجواء الروحانية يهدف بالأساس إلى إحياء هذا التراث، وكذا تقريبه من كل عشاق الفن الملتزم”.
وعرفت هذه الأمسية حضورا مكثفا للجمهور، الذي امتلأت به جنبات إحدى قاعات قصر الباهية، خصوصا من المولعين بهذا الفن وعشاقه، إلى جانب أساتذة و مهتمين بهذا المجال، حيث استمتع الجميع على امتداد المساحة الزمنية للحفل بباقة من القصائد ووصلات سماعية إنشادية في فن المديح والسماع.
وتجدر الإشارة إلى أن المديرية الجهوية للثقافة بمراكش- آسفي تسعى من خلال تظاهرة “شهر التراث”، المنظمة، إلى غاية 18 ماي المقبل، تحت شعار “عودة النبض إلى التراث وتجديد الوصال”، إلى تثمين الموروث الثقافي المغربي والتعريف بغنى وتنوع التراث بالجهة، بشقيه المادي واللامادي، وامتداداته الحضارية، وذلك من خلال برمجة غنية وتوليفة منسجمة من الأنشطة الثقافية، التي تهدف إلى تجويد آليات التثقيف، والترفيه وتهذيب الذوق العام.